مقدمة
خلال استخدامنا اليومي لأجهزة الكمبيوتر والهواتف وغيرها قد يحدث فقد للبيانات المخزنة على هذه الأجهزة نتيجة أسباب مثل تلف الهاردوير أو خلل في بعض البرمجيات أو الحذف بالخطأ أو الهجمات الإلكترونية مثل الفدية، وللأسف عندما يحصل ذلك فإن استرجاع البيانات يكون صعبًا أو مستحيلًا مما يؤدي إلى خسائر مالية أو التعرض إلى مسؤولية قانونية، لذلك لا بد لكل مستخدم من عمل نسخ احتياطية للبيانات المهمة. وعلى الرغم من أن النسخ الاحتياطي قد يبدو مهمة سهلة إلا أن العديد من المستخدمين يرتكبون عدة أخطاء خلال هذه المهمة لذلك نستعرض معًا أكثر عشرة أخطاء شيوعًا يرتكبها المستخدمون في عملية النسخ الاحتياطي.
1. العيش بلا نسخة احتياطية
أكبر خطأ يمكن ارتكابه فيما يتعلق بالنسخ الاحتياطي هو ألا يكون لديك أي نسخة احتياطية وأن تعتمد فقط على التفكير في سيناريوهات الجيدة والأمل في عدم حصول مشكلات. بل إن البعض قد يشتري فعلًا وحدة تخزين خارجية أو يشترك في خدمة تخزين سحابي لكن لا يفكر في استغلالهما في هذا اﻷمر. وبالرغم من سهولة انصراف الذهن عن فكرة النسخ الاحتياطي والرهبة من مدى صعوبتها فإن أفضل وقت للتوقف عن التفكير والبدء في التنفيذ هو الوقت الحالي الذي تقرأ فيه هذه السطور.
2. غياب وجود خطة
إذا تعاملت مع النسخ الاحتياطي للملفات على أنه مشكلة غامضة غير معروفة المعالم، فستكون فرص قيامك بها بنجاح قليلة جدًا، ولكن إذا حددت بدقه متطلباتك مثل: ما الذي تريد نسخه احتياطيًا؟ ولم ذلك؟ وما الذي تريد حدوثه في حالة فشل النظام؟ فسترتفع دوافع التنفيذ وفرصه وسيكون لديك فرصة أكبر بكثير للخروج بسلام عند وقوع كارثة متعلقة بالبيانات.
أما إذا كنت لا تعرف سبب رغبتك في الاحتفاظ بنسخة احتياطية وماذا تريد من نظام النسخ الاحتياطي، فستضيع الوقت والمال حتمًا بل والأسوأ من ذلك أنك قد تكتشف عند حدوث مشكلة أن نظام النسخ الاحتياطي لم ينفذ ما تحتاج القيام به ليحافظ على ملفاتك.
3. محاولة تقليل النفقات
أنظمة النسخ الاحتياطي الجيدة تكلف المال، وكذلك وحدات التخزين وإدارة البنية التحتية السحابية، وسواء كنت تستخدم أحد حلول النسخ الاحتياطي بنفسك أو تستعين بجهات خارجية فلا بد أن يكلف إنشاء أنظمة النسخ الاحتياطي وصيانتها المال.
وإذا كان لديك مقدار صغير من البيانات التي تريد نسخها احتياطيًا مثل المستندات وليس حصيلة سنوات من الصور أو مقاطع الفيديو، فستكفيك مساحة التخزين متواضعة الحجم المضمنة في حسابات التخزين السحابي المجانية عبر الإنترنت أو أقراص التخزين الخارجية. ولكن عندما تقرر النسخ الاحتياطي لكل شيء مهم على جهاز الكمبيوتر والهاتف خصوصًا ملفات الوسائط فيجب أن تستعد لإنفاق المال على حلول النسخ الاحتياطي المناسبة.
4. عدم الاعتماد على اﻷتمتة
في أمور حرجة مثل النسخ الاحتياطي لا يكفي الاعتماد على العادات وذلك لأن العادات يصعب إنشاءها والحفاظ عليها لفترة طويلة خصوصًا إذا كانت أمرًا لا تفرضه الضرورة مثل النسخ الاحتياطي، لذلك سواء كنت تنسخ هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك احتياطيًا بشكل دوري أو لا، عليك بأتمتة هذه العملية بدًلا من الاعتماد على العادات وقوة الإرادة. يمكنك استخدام التطبيقات والأدوات التي يوفرها لك مزود خدمة النسخ الاحتياطي عبر الإنترنت على كافة أجهزتك، لكن يظل عليك جزء يدوي تقوم به عند عمل نسخة احتياطية كاملة لبياناتك دون اتصال بالإنترنت مثلا.
5. الاعتماد على مزامنة الملفات فقط
هناك فرق بين مزامنة الملفات ونسخها احتياطيًا مع أنّ أن كليهما قد يبدوان الشيء نفسه خصوصًا لشخص ليس لديه خبرة كبيرة بهذه اﻷمور، ولذلك من الضروري التفرقة بينهما.
المزامنة هي استخدام أداة لنقل حالة الملفات من مكان ما (جهاز الكمبيوتر مثلا) إلى آخر (تخزين سحابي مثلا)، وبذلك عندما تغير إحدى الملفات في جهة اﻷصل فإن التغييرات تنعكس على النسخة في جهة الصورة، وإذا احتجت لاحقًا إلى نسخة قبل التعديل من إحدى الملفات فلن تستطيع الوصول إليها إلا إذا كانت أداة المزامنة التي تستخدمها أو خدمة التخزين السحابي تدعم تعيين إصدارات الملفات واستعادتها.
أما النسخ الاحتياطي فهو صورة ثابتة طبق الأصل من بيانات ما تظل كما كانت عليه في الوقت الذي نسخت فيه ويمكن استعادتها حتى لو حذفت النسخة اﻷصل أو عدلت.
6. الاعتماد الكلي على مكان واحد
حتى لو كانت لديك وحدة تخزين متصلة بالشبكة NAS وأداة نسخ احتياطي تنسخ الملفات من أجهزتك إليها ثم تنسخها أنت دوريًا من وحدة التخزين إلى أقراص تخزين خارجية أخرى فأنت ما تزال معرضًا إلى مشكلة كبيرة بسبب الاعتماد على مكان واحد، فلو حصلت كارثة بهذا المكان مثل حريق أو زلزال فقد تخسر كل بياناتك.
ولذلك عليك التنويع في أماكن الاحتفاظ بالنسخ، فجانب النسخ الاحتياطية المحلية عليك النسخ إلى خدمات سحابية والاحتفاظ بنسخة ثانية من بياناتك في منزل أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو في صندوق ودائع آمن أو خزنة بنكية. وبالرغم من أن فكرة الاحتفاظ بقرص تخزين عليه بيانات هامة في منزل شخص آخر أو درج بمكتبك في وسط المدينة قد تبدو مخيفة إلا أنك ستستعد حتمًا عندما تستطيع الوصول إليه في حالة حدوث أسوأ السيناريوهات.
7. الاعتماد الكلي على الإنترنت
النسخ الاحتياطي السحابي لديه العديد من الميزات بلا شك فبياناتك محفوظة في مكان بعيد لا يتأثر بأي أمر يحدث في مكانك، لكن مع ذلك فهناك سلبية كبيرة له وهي البطء، حيث يستغرق رفع كميات كبيرة من البيانات وقتًا طويلًا وكذلك تنزيلها، ولذا يجب اعتماد النسخ الاحتياطية عبر الإنترنت كجزء من إستراتيجيك للنسخ الاحتياطي، لكن لا تعتمد عليه وحده بالكامل. فقد تحتاج في بعض اﻷوقات استرداد البيانات سريعًا مثل استبدال قرص التخزين الثابت في الكمبيوتر إذا تعطل، وعندها حتى تتمكن من العودة إلى العمل تحتاج نسخة احتياطية محلية يمكنك الاستفادة منها على الفور. وينطبق نفس اﻷمر على استعادة كمية كبيرة من البيانات فبينما قد لا يستغرق تنزيل 20 جيجابايت من البيانات الشخصية من التخزين السحابي وقتًا طويلًا ستزعج بكل تأكيد عند استعادة بيانات حجمها أكبر من تيرابايت حتى لو كنت تستخدم إنترنت سريع.
8. إهمال التخزين البارد
هناك نوعان من النسخ الاحتياطي: الساخن والبارد. الساخن هو النسخة الاحتياطية المتوفرة في الوقت الحالي للاستخدام مباشرة، مثل القرص الصلب المتصل بجهاز كمبيوتر ليستخدم في النسخ الاحتياطي، أو التخزين السحابي، وهذا النوع يمكن الوصول إليه دومًا طالما توفرت طريقة الوصول إليه مثل كونه موصلًا بالجهاز أو وجود اﻹنترنت.
أما البارد فهو النسخة الاحتياطية المخزنة في مكان لا يمكن الوصول إليه مباشرة في الوقت الحالي، مثل وحدة التخزين الخارجية الغير متصلة بالكمبيوتر أو الإنترنت، ويفيد هذا النوع من النسخ الاحتياطي في النجاة من هجمات مثل الفدية أو مشاكل مثل تعطل وحدة الطاقة بالجهاز، ولذلك هو ضروري في تخزين البيانات على المدى الطويل.
9. النسخ الاحتياطي بلا تشفير
من الشائع أن تجد بيانات غير مشفرة عند شرائك كمبيوتر مستعمل أو وحدة تخزين، وهذا الخطأ قد يكلف صاحبه الكثير لأن البيانات المخزنة قد تكون حساسة والواحد لا يعلم ما قد يحدث بأغراضه بعد وفاته مثلا أو في حالة السرقة أو ربما قد ينسى أنه خزن ملفات هامة على قرص قديم ثم يبيعه دون التحقق منه. ولذلك عليك دائمًا تشفير البيانات والمستندات والصور الهامة المخزنة احتياطيًا سواء محليًا أو على التخزين السحابي حتى تضمن ألا يستطيع أحد الاطّلاع عليها أو إساءة استخدامها.
10. عدم اختبار طريقة الاسترجاع
آخر خطأ في قائمتنا هذه هو عدم اختبار طريقة الاسترجاع قبل حصول مشكلة، ويمكننا أن نعده ثاني أكبر خطأ في القائمة بعد خطأ غياب النسخ الاحتياطي. فعند وقوع مصيبة إذا لم تتمكن من استرجاع النسخة الاحتياطية فلا فائدة من العملية بأكملها، ولذا لا جرب استعادة البيانات كما لو حدثت مشكلة بالفعل وفكر في أمور مثل الوقت الذي ستستغرقه لعمل ذلك حتى تتمكن من اتخاذ قرارات صحيحة في التخطيط لعملية النسخ فإذا كنت مثلا بحاجة إلى استعادة الكمبيوتر في يوم واحد أو أقل للبقاء حتى لا تتأثر أعمالك، فإن خطة النسخ التي تعتمد على نسخ احتياطي سحابي يحتاج عدة أيام أو أسابيع لتنزيل كل شيء سيكون بلا فائدة كبيرة عندما تحتاجه.
خاتمة
بتجنبك لهذه الأخطاء واتباعك لأفضل الممارسات ستقلل من مخاطر فقدان البيانات وتتأكد من حماية بياناتك المهمة وقابليتها للاسترداد في حالة حدوث كارثة غير متوقعة. وتذكر دائمًا أن النسخ الاحتياطي جزء أساسي من أي استراتيجية لأمن البيانات ويوفر لك النسخ الاحتياطية المنتظم حماية من أخطار الكوارث المحتملة، كما يوفر عليك جهود استعادة البيانات المكلفة.
مترجم بتصرف من هذا الموضوع.
هذا الموضوع نُشر باﻷصل في مجلة لغة العصر العدد 303 شهر 06-2023 ويمكن الإطلاع عليه هنا.
التعليقات